معتقلون يقولون إنهم عذبوا بسجون السلطة والحكومة تنفي
الأجهزة الأمنية تشن منذ فترة حملة اعتقالات بين مؤيدي حماس في الضفة (الفرنسية-أرشيف)
عوض الرجوب-الضفة الغربيةاشتكى معتقلون محسوبون على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أفرجت عنهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية مؤخرا من سوء المعاملة والتعذيب الذي تعرضوا له أثناء اعتقالهم، مؤكدين أنهم أودعوا في زنازين سيئة.
وتقول حماس إن الأجهزة الأمنية اعتقلت خلال الشهرين الماضيين أكثر من 500 من عناصرها، ثم أفرجت عن غالبيتهم لعدم ثبوت التهم الموجهة إليهم، لكن الحكومة التي عينها الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقول إن هذه الاعتقالات تأتي بعد شبهات في انتمائهم لتشكيلات "محظورة" نافية أن يكونوا قد تعرضوا للتعذيب.
شبح وزنزانة قذرة
يقول نادر جبران (30عاما) من مدينة بيت لحم إنه اعتقل لمدة 47 يوما في سجن الأمن الوقائي في بيت لحم ورام الله وتعرض للضرب يوم اعتقاله، ثم تعرض للشبح لعشرة أيام متتالية على مدار الساعة باستثناء أوقات الصلاة والطعام.
وبعد انتهاء فترة الشبح وضع جبران في زنزانة مظلمة تفتقد للإنارة والتهوية، ثم أفرج عنه لعدم ثبوت التهم، ليفاجأ بتوقيف راتبه حيث يعمل موظفا بوزارة الحكم المحلي، وبتوقيف مخصصات كان يتقاضها بعد اعتقاله لسبع سنوات في سجون الاحتلال.
أما عن التهم التي وجهت إليه فيقول: "اتهمت بالمسؤولية عن القوة التنفيذية في منطقة بيت لحم، والاتصال مع غزة، والمسؤولية عن مخازن من الأسلحة وتوزيعها، والتمويل، لكن بعد مضي فترة الاعتقال تبين للمحكمة أنها مجرد أوهام".
"
وزير الأسرى في حكومة سلام فياض: لا يوجد تعذيب وكل الاعتقالات تجري بسبب مخالفات مرتبطة بالانتماء إلى أجهزة محظورة مثل القوة التنفيذية
"وعن تجربته التي استمرت ثلاثة أيام فقط يقول الصحفي مصطفى صبري (41عاما) وهو عضو منتخب في بلدية قلقيلية للجزيرة نت: فوجئت فجر الثاني عشر من شهر أغسطس/آب الماضي بمائة من عناصر الأجهزة الأمنية بينهم ملثمون يطوقون منزلي ويطلبون تفتيشه، لكني رفضت لعدم وجود إذن من النيابة، فتم اعتقالي ونقلي إلى سجن الاستخبارات العسكرية.ويضيف: هناك نقلني شخص ملثم يحمل عصا ملونة إلى إحدى الغرف وقال لي: "تحملنا يا شيخ عندنا ضرب. فقلت له: أنا جاهز لكل الاحتمالات". ويصف الزنزانة التي وضع فيها بأنها "لا تليق بالحيوانات.. فهي مظلمة وحارة وضيقة ومليئة بالأوساخ ومسقوفة بالزينكو".
أما عن مشاهداته فيقول: "رأيت فتى لا يستطيع الوقوف لأن قدميه متورمتان، ومعتقلا يعاني من نزيف تحت الجلد في منطقة أعلى المرفق، وآخر يعاني من ورم عند كاحل القدم وجميعهم بسبب الضرب، فيما أكد لي أحدهم أنه تعرض للضرب في منطقة حساسة من جسده".
ويصف صبري اعتقاله بأنه "سياسي ورسالة لكل من يكتب ولكل من يبدي رأيه، ولكل من يعمل في العمل السياسي والمهني والإعلامي".
نفي
ولكن أشرف العجرمي وزير الأسرى في حكومة سلام فياض نفى وجود تعذيب في سجون السلطة، مؤكدا أن "كل الاعتقالات تجري وفق القانون نتيجة مخالفات مرتبطة بالانتماء إلى أجهزة محظورة مثل القوة التنفيذية" وأنه "لم تسجل حالة واحدة فيها تعذيب ضد الحكومة الفلسطينية".
وأضاف أن أي اعتقال يجري في إطار الشبهات أو في إطار قرار من النائب العام، ومن لم تثبت تهمته يفرج عنه، وادعاء التعذيب غير صحيح، وهناك تأكيدات من قبل وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بعدم وجود التعذيب.
واستشهد المسؤول الفلسطيني بقصة مؤيد بني عودة التي قال إنه "تم الكشف عنها من قبل جهاز المخابرات، وتم الادعاء بأنه عذب، ثم ثبت أنه لم يتعرض لأي شكل من أشكال التعذيب حيث زاره أطباء من منظمات إنسانية فلسطينية ودولية وأكدوا أنه لم يتعرض لأي تعذيب".