عبد الحميد واليهود
أما أهم ما يذكر من سيرة هذا الرجل العطرة، هو موقفه من توطين اليهود في فلسطين. فقد جاء وفد يهودي يترأسه هرتزل رئيس الجمعية الصهيونية يعرض عدة ملايين من الليرات الذهبية كهدية للسطلان عبد الحميد، بالإضافة لمليونين ليرة لخزانة الدولة العثمانية، مقابل تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. إلا أن السلطان عبد الحميد، رغم ضعف دولته، وحاجتها للمال، رفض هذه الرشوة، وطرد الوفد من قصره. وكان هذا الموقف من أكثر ما أغاض الدول المسيحية التي أرادت التخلص من اليهود، فبدأت هذه الدول بالتفكير بالتخلص من هذا الخلفية.
كانت سياسات بطلنا حكيمة. حيث استطاق إسقاط 146 مليون قطعة ذهبية من ديون الدولة الثمانية البالغة 252 مليونا عند توليه الحلافة. ووضع بعض مؤسسات الدولة تحت إدارة مؤسسة الديون العامة حتى تمكن من تسديد بقية الديون. ولم يكن يلجئ للاقتراض من الخارج إلا في أضيق الحدود.