عبدالرحمن سامي مشرف عام منتدى الأقصى
المساهمات : 47 تاريخ التسجيل : 15/08/2007 العمر : 35
| موضوع: عمر بن الخطاب وفتح القدس الثلاثاء 28 أغسطس 2007 - 16:32 | |
|
أما حكايته مع مدينة القدس، فهي تظهر الوجه الحقيقي للتسامح الإسلامي. فبعد فتح المدينة،خرج عمر بن الخطاب إليها، ولما أطل على مشارفها وجد المسلمين في استقباله خارج بابها المسمى بباب دمشق وعلى رأسهم البطريرك "صفرونيوس" وقد كان عمر على راحلة واحدة ومعه غلامه، فلما رأوه خروا له ساجدين فأشاح الغلام عليهم بعصاه من فوق رحلته وصاح فيهم "ويحكم ارفعوا روؤسكم لا ينبغي السجود إلا لله". فلما رفعوا رؤوسهم انتحى البطريرك ناحية وبكى، فتأثر عمر وأقبل عليه يواسيه قائلا "لا تحزن وهون عليك، فالدنيا دواليك يوم لك ويوم عليك." فقال صفرونيوس اظننتني لضياع الملك بكيت؟ والله ما لهذا بكيت ، أنما بكيت لما أيقنت أن دولتكم على الدهر باقية .... فدولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة ، وكنت حسبتها دولة فاتحين ثم تنقرض مع السنين.
وتسلم ابن الخطاب مفاتيح القدس من البطريرك " صفرونيوس " وخطب في تلك الجموع قائلا : "يا أهل ايلياء لكم مالنا وعليكم ما علينا." ثم دعا البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته، و أدركته الصلاة وهو فيها فتلفت إلى البطريرك وقال له أين أصلى، فقال "مكانك صل" فقال : ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا. وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى، وجاء المسلمون من بعده وبنوا على ذلك المكان مسجدا وهو قائما إلى يومنا هذا.
وأعطى عمر أهل القدس عهداً مكتوباً نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل ايلياء من الأمان ، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صلبهم، ولا من شئ من أموالهم ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يكون بايلاء معهم أحد من اليهود
وعلى أهل ايلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص . فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية، ومن احب من أهل ايلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلى بيعهم وصلبهم، فانهم آمنون على أنفسهم حتى يبلغوا ما منهم، ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله، لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم ، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
| |
|